تمغربيت:
بقلم: محمد الزاوي*
تثبت الوثيقة، أسفله، مغربية الصحراء بدون منازع، إلا مَن كان مغرضا، موظَّفا على النقيض من المصالح العليا للدولة المغربية.
الوثيقة هي عبارة عن مذكرة أصدرتها سلطات الاستعمار الإسباني، في تطوان، بتاريخ 01 دجنبر 1937.
مضمون الوثيقة عبارة عن دعوة وجهها الاستعمار الإسباني لسلطاته في كل من سيدي إفني والساقية الحمراء ووادي الذهب، من أجل “الدعاء لخليفة السلطان بالمنطقة الخليفية، مولاي الحسن بن المهدي بن اسماعيل، أثناء إقامة صلاة عيد الفطر للعام الهجري 1356”.
ولا بد هنا من الوقوف، على بعض الدلالات التي يوحي بها نص الوثيقة:
– أولا؛ الدعاء لخليفة السلطان دعاء للسلطان، فالأول ممثل للثاني في المنطقة المذكورة، ومنصبه من الناحية السياسية فرع عن أصل.
-ثانيا؛ الدعاء من الناحية السياسية يفيد صلة تربط سكان الجنوب بالسلطان، عبر خليفته، ولا يكون ذلك معقولا ومقبولا إلا بموجب عقد بيعة بينه وبينهم.
– ثالثا؛ البيعة هي النواة الأولى للوثيقة الدستورية المغربية، ويسري على مغاربة الجنوب، بموجبها، ما يسري على مغاربة الوسط والشمال، ما عدا ما تعلق بشروط مغاربة الجنوب، فيتضمنه عقد البيعة بينهم وبين السلطان.
– رابعا؛ سريان البيعة على مغاربة الجنوب، كما يسري على مغاربة الوسط والشمال، يُدخل أولئك مع هؤلاء ضمن وحدة سياسية واحدة، هي الدولة المغربية.
– خامسا؛ البيعة هي الحجة الدينية والقانونية والسياسية على مغربية الصحراء، قوامها ثلاثة مقومات: القبيلة والشرف والدين، وبموجبها بايع شيوخ القبائل وأعيانها -وما زالوا-سلطان المغرب، صاحب النسب الشريف، على حفظ أمنها ودينها ومصالحها الدنيوية.
– سادسا؛ ولما كانت البيعة كذلك، فقد وجب إيلاؤها بالعناية، دراسة وبحثا، لا من جوانبها الدينية فحسب، بل من جوانبها التاريخية والسياسية والقانونية والدستورية، في السياق المغربي أساسا.
وفيما يلي نص الوثيقة: