تمغربيت:
محمد أمين آيت رحو*
إن تعزيز المغرب لعلاقته مع إسرائيل خاصة على المستوى الدفاعي، من شأنه تجويد المنظومة العسكرية المغربية خاصة في ظل وجود سياق إقليمي متوتر، بعد قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب ثم إغلاق مجالها الجوي معه، بالإضافة إلى تصريحات زعيم المليشيات الانفصالية المدعومة جزائريا عن تصعيد ما أسماه “الكفاح المسلح”.
إن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب لتوقيع اتفاقيات دفاعية، يظهر الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها المغرب بالنسبة لإسرائيل، على اعتبار أن هذه الاتفاقيات هي الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية، فحتى الدول التي سبق لها وأن أعلنت تطبيع علاقاتها مع إسرائيل لا تملك مثل هذه الاتفاقية مع الجانب الإسرائيلي وهو ما يقطع بأن العلاقات الإسرائيلية ترتكز على مقومات ومقدمات يتداخل فيها السياسي مع الاستراتيجي، والعرقي مع الديني.
على مستوى التنزيل المادي للاتفاقيات العسكرية والأمنية بين الرباط وتل أبيب، يبقى إنشاء مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية بالمغرب، إضافة مهمة للترسانة العسكرية المغربية من شأنها الرفع من مستوى وقدرة سلاح الجو المغربي على التصدي للمخاطر المحيطة به خاصة في سياق إقليمي متوتر، وتهديدات مستمرة بالتصعيد من طرف البوليساريو وصنيعتها الجزائر.
على الجانب الآخر، أفاد موقع ماكوا الإسرائيلي، أن المغرب طلب من إسرائيل مساعدته من أجل حصوله على طائرات الشبح اف 35 والتي تعتبر أحدث الطائرات المقاتلة في العالم، والتي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فقط، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في بروز المغرب عسكريا في المنطقة.
إن وجود أكثر من مليون مغربي يهودي في إسرائيل، يستوجب وجود علاقات على كل المستويات مع الجانب الإسرائيلي، ناهيك عن وجود يهود من أصول مغربية يتواجدون في مراكز صنع القرار في العالم، وأغلبهم متشبث بأصوله المغربية ويدافع عن قضايا المغرب الاستراتيجية، إضافة إلى ذلك فإن الهوية المغربية تتشكل من روافد متعددة ومنها المكون العبري الذي يعد جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية، المنصوص عليها في تصدير دستور المملكة، مما يبرز الضرورة الاستراتيجية والسياق الطبيعي لتطور للعلاقات المغربية الإسرائيلية.
*طالب باحث في سلك الماستر
