';';

معركة الهري: المقاومة تقهر الاستعمار الفرنسي -2-

رئيس التحرير10 أبريل 20221آخر تحديث :
معركة الهري: المقاومة تقهر الاستعمار الفرنسي -2-

تمغربيت:

مصطفى البختي

وصف الجنرال الفرنسي كِيوم معركة الهري القاسية والمذلة. حيث قال “لمْ تُمنَ قُوَّاتنا قط في شمال أفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة”.

إن وقع الهزيمة كان قويا على المستعمر خاصة أنها جاءت بعد احتلال مدينة تازة الاستراتيجية في ماي 1914. بعد تحالف قوات الجنرال بومغارتن BAUMGARTEN القادمة من وجدة، مع قوات الجنرال غورو GOURAUD القادمة من فاس. لتتمكن في النهاية من ولوج تازة.

بعدها سيقوم هوبير ليوطي بتركيز هجماته على خنيفرة، التي تخلى عنها موحى أوحمو الذي ظل متمسكا بالمقاومة من خلال التموقع بالجبال لمحاصرة المستعمر الفرنسي. وهكذا بدأت هجمات المغاربة، التي لم تتوقف، على مواقع الجيش الفرنسي وقوافل إمدادات.

واصلت المقاومة الزيانية الصمود، وتحصّنت بجبال الأطلس الوعرة تحت قائدها الذي كان يسلك أسلوب حرب العصابات ضد المستعمر والخونة الداخلين. فحاولت السلطات الاستعمارية بواسطة الجنرال “هنريس” استمالة القائد الثائر على موحى أوحمو بكل الوسائل. غير أن هذا الأخير رفض الاستسلام أو الدخول تحت الحماية الفرنسية.

ويذكر أن موحى وحمو قد سبق له أن خاض أولى معاركه ضد الجيش الفرنسي سنة 1908. عندما دفع بقواته إلى معارك الشاوية ومديونة، بعد قصف الدار البيضاء. وتلتها معارك القصيبة سنة 1913؛ التي أظهرت فيها المقاومة المغربية بسالتها تحت قيادة هذا القائد الثائر على المستعمر الفرنسي. هذا المستعمر الذي يعتبر أنّه بدون إخضاع الأطلس سيبقى غزو المغرب غير ثابت.

كان موحى أوحمو الزياني واحدا من القادة المحليين الذين عيّنهم السلطان الحسن الأول خلال القرن الـ19، لضمان خضوع المناطق المختلفة للحكم المركزي لمكانته. ولقد كان موحى أوحمو كأمغار القبيلة (كبيرة) يعتبر امتدادا لحكم السلطة المركزية.

في سن العشرين، عينه السلطان مولاي حسن الأول قائدًا في عام 1886. وهو أحد هؤلاء القادة العظماء الذين خُلدوا في صور رسمها مؤرخو الاستعمار. بالنسبة لفرانسوا بيرغر فهو “قوي، مقدام، فارس بلا منافس، مطلق النار بلا كلل”. و “انضم إلى هذه الصفات المحاربة بلياقة بدنية لطيفة” (المجلة التاريخية زمان ، عدد: يناير 2013 ، ص 15).

سيتمّ اختيار الجنرال هنريس Henrys للقيام بمهمّة الغزو. فسارع إلى السّيطرة على الطرق التجارية لمحاصرة القبائل الزيانية وإضعافها وتجويعها ومحاصرتها. وهو الأسلوب الكلاسيكي في الضغط على العدو لإجباره على الاستسلام أو إضعاف مقاوته.

في هذا السياق، وضعت فرنسا يدها على الطرق التجارية، لتصبح المنطقة تحت الهيمنة الفرنسية، ويبدأ التحضير للهجوم عليها من جهات مختلفة. بعدها “تكون قد أصيبت بالوهن الاقتصادي الناتج عن منع دخول السلع إليها وخاصة الأسلحة”، (المؤرخ محمد بلحسن: “معركة الهري [13 نونبر 1914] ” صفحات من الجهاد الوطني).

قام الجنرال هنريس بطوق عسكري عبر سلسلة مراكز عسكرية انشأها الإحتلال الفرنسي (بكل من إفران وآزرو وتيداس وولماس والمعازيز ومولاي بوعزة). ثم أعقب ذلك الاستعداد للقيام بهجوم كاسح على زيان معقل موحى أوحمو للاستيلاء على خنيفرة وهو تم بعد مواجهات دامية من 8 إلى 12 يونيو 1914…يتبع

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.