';';

لماذا لم يعتذر المغرب عن حضور قمة بروكسيل؟؟؟

د. عبدالحق الصنايبي18 فبراير 20222آخر تحديث :
لماذا لم يعتذر المغرب عن حضور قمة بروكسيل؟؟؟

تمغربيت:

د. عبد الحق الصنايبي

لا اختلاف على كون أوروبا لازالت تتعامل مع المملكة المغرب بكثير من النفاق الممزوج بالبراغماتية في تماهي مع الاستراتيجية الواقعية التي تحكم صياغة القرار السياسي في القارة العجوز. ولا اختلاف أيضا حول مسؤولية دول داخل الاتحاد في استدامة النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. ثم لا اختلاف ثالثا حول محاولة بعض هذه “القوى” ابتزاز المغرب من أجل إبرام صفقات مهمة في مقابل مواقف تكون لها في الغالب رمزية سياسية دون أن يتجاوز ذلك إلى مكاسب دبلومااسية ملموسة.

غير أن واقع الحال ومحددات المآل تفرض على المغرب تبني استراتيجية مرنة تُوازن بين المكاسب والخسائر وتستثمر في الوسائل والأدوات (بالمفهوم الاستراتيجي) التي تتوفر عليها على المدى البعيد.

في هذا السياق، فإن حضور المغرب للقمة الإفريقية/الأوروبية لم يتم، كما يزعم البعض، بدون ضمانات أو مكاسب سياسية واقتصادية ومالية. وهو ما يمكن أن نستشفه من خلال نجاح المغرب في:

1- الحصول على اعتراف صريح وواضح من الاتحاد الأوروبي وجميع دوله يقضي بعدم اعترافهم “جميعا” بجمهورية الوهم والكرتون.

2- تبرء الاتحاد الأوروبي علانية من أية دعوة للبوليساريو للاجتماع الذي تم عقده في بروكسيل

3- وهي نقطة مهمة، حيث زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لاين المغرب وأجرت لقاءات مهمة مع المسؤولين المغاربة تم تتويجها بالاتفاق على منح المغرب غلاف مالي مهم وقدره مليار و 600 مليون أورو لتمويل مشاريع هيكلية، وهي الصفقة التي تفوق بها المغرب على الجزائر وتونس اللتان خرجتا خاوية الوفاض من هذه القمة

إن مكمن الداء ومركز ثقل ملف النزاع المفتعل هو الاتحاد الإفريقي حيث يشتغل المغرب بهدوء ل “كنس” النفايات التي لازالت تؤثر على وحدة الاتحاد وتماسكه. ولعل عضوية المغرب في مجلس السلم والأمن و”الشؤون السياسية”، ورئاسة السنغال الدورية للاتحاد تعتبر مقدمات جيدة وواعدة من أجل المراكمة لطرد هذا الكيان الوهمي من حاضرة الاتحاد، إذا كان هذا الأخير يريد أن يجعل من هذه المنظمة فضاءا موحدا يجعله ينتقل إلى البناء الإفريقي والارتقاء بالقارة إلى مستوى يتناسب مع ما تتوفر عليه من موارد طبيعية وطاقية جد مهمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.