تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
إن أصدق الشهادات هي تلك الصادرة عن العدو، وليس أي عدو، بل هو أحد منابع العداء الجزائري اتجاه المملكة المغربية. وإذا كان هذا العدو هو الهواري بومدين (بوخروبة) فإن الشهادة تأخذ طابع الاعتراف الصريح واليقين الخالي من التلميح.
بومدين وخلال كلمة مطولة له سنة 1976م صرح بأن جميع مكونات الشعب المغربي كانت مُجمعة وموحدة حول قضية الصحراء المغربية. وأكد الراحل بأن أحزاب اليمين واليسار والمجتمع المدني المغربي كلهم كانوا على قلب رجل واحد وعلى كلمة واحدة بخصوص قضية الصحراء.
وأمام هذا الاعتراف، وهذه الجبهة الداخلية الموحدة حول القضية الوطنية، لا يمكن أن نفهم كيف يغامر النظام العسكري ويضيع 47 سنة في نزاع يعلم استحالة الفوز فيه. ويبدو أن نظام الثكنات قد نسي أو تناسى باستحالة كسر جبهة داخلية موحدة. وبأن جميع المدارس الاستراتيجية قد جعلت من توحيد الجبهة الداخلية كفيل بضرب جميع المخططات الخارجية.
لقد صدق المؤرخون حين قالوا بأنه لولا عدو الداخل لما استطاع أن يتسلل إلينا عدو الخارج. ولذلك استطاع المغرب حسم قضية الصحراء المغربية من خلال نجاعة الدبلوماسية الملكية والتفاف المغاربة حول القيادة السياسية بخصوص قضية الصحراء المغربية.