تمغربيت:
حميد حماد
ما تفوه به سفير السلطة الفلسطينية في السنغال ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة منتشر على مواقع جبهة البوليساريو وطبعا على مواقع الاعلام الجزائري. الغرض منه هو الدعاية للإرهاب والانفصال. ما قاله هو بالضبط ما قاله اعلاميون فلسطينيون ”عبد الباري عطوان” و ”جمال ريان” و التاجرة ”حنان عشراوي” وسفير فلسطيني في الجزائر. جميعهم دعاة للإرهاب.
إننا نقون بأن حقوق المغرب تأتي دائما اولا، استثناء المسجد الأقصى. ما دونه موضوع نقاش في ظل صمت القيادة الفلسطينية على دعم الارهاب من قبل السفير الفلسطيني في السنغال.
العلاقات المغربية الاسرائيلية في ظل الالتزام الاسرائيلي بوضع المسجد الأقصى يمكن اعتبارها علاقات بين دولة ودولة. هناك صعوبات في ضمان التزام حكومة تل ابيب بما يتفق معها. عليها ضغوط من حركات متطرفة متوغلة في البناء السياسي في اسرائيل.
صمت السلطة الفلسطينية على انزلاقات سفراءها لا يعني إلا انها لا تدعم المغرب في حماية حدوده الترابية وسيادته على أراضيه. دعم المغرب يكون بقرار تنحية السفراء الذين يتطاولون على المغرب. ما تفعله السلطة الفلسطينية ليست اخوة. وهي على طريق حكومة لبنان في تعاطيها مع تحرشات حزب الله بالسعودية.
إن اسرائيل على الأقل قالت رسميا انها تدعم المغرب في حماية حدوده. حيث قالها وزير الخارجية الاسرائيلي في قمة النقب امام وزراء خارجية امريكا ومصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب. الموقف الاسرائيلي من الوحدة الترابية للمغرب أوضح من الموقف الفلسطيني وهذا ليس فقط اليوم. لن تسمع سفيرا لإسرائيل يتهجم على المغرب. اذا يفعلها يتم اعفاءه.
الحقوق الوطنية الفلسطينية هي الدولة وحدودها واللاجئون والحقوق المائية. الفلسطينيون هم اول من يجب ان يدافعوا عنها وهم يتاجرون بها في العديد من التيارات الفلسطينية. فريق يتاجر لإيران وفريق يتاجر لتركيا وآخرون لمصالحهم الخاصة.
المسجد الاقصى ليس فقط من حقوق فلسطين بل من حقوق العالم الاسلامي. حمايته واجب ديني.
المغرب يضع المسجد الأقصى في مرتبة قضية وطنية عليا.
في ترتيبات الدولة الفلسطينية وتفاصيل حدودها ….هناك قرارات من الامم المتحدة. وهناك موقف الفلسطينيين الذي يمكن ان يقبل ويمكن ان يرفض وهو حق وطني. لو كانوا يمارسونه بحس وطني كانوا سيحققون اهدافا بعيدا عن الانتظارية اتجاه دول اخرى.
ادى المغرب أثمان في القضية الفلسطينية بينما فلسطينيون كانوا يحملون اعلام البوليساريو في منتديات دولية يمينا وشمالا ارضاء لشيكات الجزائر. بينما كانت اطراف في امريكا من المقربين من اسرائيل تبتز المغرب كانت الجزائر تتقرب منهم. فلسطين حينذاك لا هي ظالمة ولا مظلومة. هل استنكر الفلسطينيون يوما ما تفعله الجزائر ضد المغرب باستغلال القضية الفلسطينية؟ أبدا.
المغرب يحترم القانون الدولي الذي يقول ان اسرائيل دولة ذات سيادة وبمخطط التقسيم لسنة 1948 ثم قرارات سنة 1967 يمكن اقامة علاقات معها في نطاق حل الدولتين.
لا يجب على المغرب ان يكون في خندق ايران الارهابية.
من يريد كل شيء يمكن ان يصبح بلاشيء. كل شيء جربها الفلسطينيون وخسروا الكثير. استثمرت القضية الفلسطينية في تبرير الاستبداد في العراق وسوريا والجزائر ولا تزال تستثمر بقوة في الجزائر وفرح الفلسطينيون ووضعوا اياديهم في ايادي انظمة قتلت وسفكت الدماء في ايران والعراق وسوريا والجزائر.
هاته هي حقيقة القضية الفلسطينية.
وضعوا اولويات العراق وسوريا وأضاعوا الفرص ثم حاليا يضعون اولويات ايران اولا وسيضيعون ما تبقى من فلسطين.
متى تتوقف الراديكالية والإيديولوجية الثورية الاقصائية وتترك مكانها للواقعية؟
هذا هو السؤال وليس مواقف المغرب او غير المغرب.
اذا كان التطرف مستشريا وسط اسرائيل ثقافيا ودينيا وسياسيا وهاته حقيقة وهي عقبة لا يمكن انكارها. فان وسط الفلسطينيين لا يقلون عمالة وتجارة وتغليبا لمصالح فئوية ولدول لن تحقق للفلسطينيين شيئا غير تغليب معادلات لصالحها وبناء توافق مع اسرائيل بوساطة امريكية مع الوقت لبقاء مصالحها وتحقيق مصالح شخصية تأتي فوق تحقيق حلم حل الدولتين على حدود 1967.
التيارات الفلسطينية من اليمين الى اليسار كلها تعيش مفارقة الوهم بتحقيق كل شيء وهي تعرف انها ربما لن تحقق اي شيء طالما لم تنتقل الى الواقعية وتنفض اياديها عن الفساد الايديولوجي والمالي والعمالة الى خارج المشروع الفلسطيني الذي يظل حبيسا لعناوين منغلقة ومقسما بين الضفة والقطاع.
ليست اسرائيل من سرقت اراضي 1948. الدول الغربية كلها ساهمت في تمكينها من تحقيق اهدافها وهي اليوم التي تدافع عنها. ليس هناك اسرائيل بدون الغرب.
هل ستتواجه الدول العربية مع العالم الغربي؟
لا يمكن.
حل الدولتين فيه احراج لإسرائيل حتى في علاقاتها بداعميها من الدول الغربية وتياراتها اليمينية المتحالفة مع تيارات دينية مقربة من الدعاية القومية الاسرائيلية.
لماذا لم ينتقد السفير الفلسطيني في السنغال الادارات الامريكية التي استعملت حق النقض ”الفيتو” ضد مشاريع قرارات ملزمة لإسرائيل بالانسحاب الى حدود 1967؟ لماذا اختار متعمدا المغرب؟ اليس ارضاء للنظام العسكري في الجزائر وشيكاته؟
لماذا لم يطالب منظمة التحرير الفلسطينية بالانعقاد لدراسة سحب الاعتراف بإسرائيل؟
عوض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، مثل المغرب حاليا، لماذا لا يناقش السفير الفلسطيني القرار الفلسطيني اتجاه اطار أوسلو (وقبلها مدريد)؟
لماذا لم يناقش الفرقة الفلسطينية ضفة غربية في وادي وقطاع غزة في وادي آخر؟
مشروعان منفصلان.
لماذا لم يناقش حصيلة الجزائر في جمع الفصائل الفلسطينية ماذا انتجت غير دعاية في الجزائر؟
لماذا دائما الفلسطينيون يشاركون في ازمات بين الدول العربية وداخل الدول العربية؟؟ لماذا…لماذا…لماذا