تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي*
ليس عبثا أن يخصص المولى عز وجل الدرك الأسفل من النار للمنافقين ويجعلهم في مرتبة أدنى من الكفار والمشركين. ذلك أن المنافق عدو نفسه وعدو غيره. والمنافق غالبا ما يكون من بني جلدتنا ويتكلم بلساننا ويدعي أنه منا وفينا…لكنه يضمر الغدر ويبطن الشر ويسهر على الخديعة والمكر فكان الجزاء من جنس العمل بعد جزاء الذل والخذلان في الدنيا قبل الآخرة.
زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا، والتي وصفها الإعلام التركي ب “التاريخية”، جاء لتعري على عورة أيتام البنا وأردوغان وأيضا أيتام قصر الوجبة، والذين صمتوا صمت القبور قبل أن يأتيهم الأمر اليومي بالخروج بتصريحات متطابقة تدل على أن مصدر “الوحي” واحد.
دراجي وجمال رأيان خرجا في لحظة واحدة ليبررا الزيارة بخلفية واحدة ومتطابقة ومتناغمة…وليتهم سكتوا لأنهم ضربوا “الكضية” في مقتل بقولهم أن تركيا ليست دولة عربية وليس لها وصايا على القدس وإنما العيب والعتب على الدول العربية التي طبعت وخانت وارتدت…ووو
هذه الخرجة يُفترض أن يرد عليها عادل إمام …”لقد وقعنا في الفخ”…حيث لم تعد القضية الفلسطينية القضية الأولى للإسلام والمسلمين…ولم تعد القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين…ولم تعد فلسطين هي الأرض التي أعرج منها الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم…كل ذلك تم إسقاطه لتعود القضية عربية خالصة لا علاقة لها بالمسلمين ولا بالملة والدين…فقط…لتبرئة أرودغان حبيب الإخوان.
ثم نُسائلكم، أليس أردوغان هذا هو من ناديتم به خليفة للمسلمين؟ أليست تركيا هي من قلتم أن عليها حماية المشاعر المقدسة نكاية في بلاد الحرمين؟ أليس أردوغان هو “الفاتح” الذي فتح مسجد آية صوفيا؟؟؟ أين ذهب إسلام تركيا وقداسة أردوغان حتى عاد المسكين مجرد علماني عجمي لا دخل له في القضية ولا ناقة له فيها ولا بعير؟؟؟
لا عجب أيها السادة فتلكم عقيدة الإخونجية التي لم تمثل يوما الإسلام ولا عكست أخلاقه ولا تمثلت مبادئه…بل هو الركوب على القضية والدين من أجل مآرب سياسية صِرفة والاستمرار في تكتيكات الانتشار الجماهيري والاختراق المؤسساتي للوصول إلى هدف تنظيمات الإسلام السياسي…التمكين
*متخصص في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين