تمغربيت:
سبق وأن وعد نظام الثكنات الجزائري تونس بأن يمنحها 300 مليون دولار كمساعدات مالية لتنشيط دورتها الاقتصادية. غير أن من يثق بنظام الثكنات كمن يثق في إبليس الذي قال لأتباعه “لما قُضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم”. (سورة ابراهيم الآية 22)
فبعد أن استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الرئيس التونسي قيس سعيد ووعده بدعم الاقتصاد التونسي بمبلغ 300 مليون دولار، عاد نظام الثكنات لينقلب على وعوده لتونس حيث لم بتم تسليم المبلغ المتفق عليه للرئيس المُغرر به قيس سعيد وقال الجزائريون بأن المبلغ تم تسليمه لشركة سوناطراك الجزائرية على اعتبار أن المبلغ هو جزء من الديون المستحقة للجزائر على تونس…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الفخ الذي وقعت فيه تونس عبر عنه الصحفي والباحث الإعلامي التونسي الصافي سعيد على إحدى القنوات التونسية والذي قال بأن الرهان على الجزائر كان رهان خاسر وبأن المغرب كان مستعدا للاستثمار في تونس بشرط رفع الفيتو الحكومي على المغرب، على اعبار أن الرهان على الجزائر كان رهانا خاسرا وبأن المبلغ المتفق عليه لم يتم تسليمه لتونس وإنما تم اعتباره “أداء لديون مستحقة على تونس”.
لقد أخطأ قيس سعيد حين راهن على نظام ذبح ربع مليون مواطن جزائري فكيف يتحرك له جفن اتجاه دولة جارة لا علاقة له بها إلا بقدر ما قد تعبر عنه من مشاعر عدائية اتجاه المغرب…وصدق نجيب محفوظ حين قال “لا جدوى من قرار يتخذ ضد تيار الحياة، المسألة هى كيف يمضي التطور بأكبر فائدة وأقل خسارة”.
وصدق نحيب نحفوظ فإن تونس اتخذت قرارا ضد تيار الحياة…
