تمغربيت:
محمد آمين آيت رحو*
جمع الرئيس الجزائري تبون جلبابه على عجل متوجها إلى قاهرة المعز، في زيارة وصفها نظام الثكنات بأنها أخوية والغرض منهاتعزيز العلاقات بين البلدين، وهي الزيارة الثانية في أقل من أسبوع بعد تلك التي قالم بها، قبل أيام قليلة، وزير خارجية نظام الثكنات رمطان لعمامرة والذي قام بدوره باستقبال سفراء الدول العربية لتمرير رسائل قائد الأركان الجزائري السعيد شنقريحة.
هذه الهرولة تعكس بشكل واضح حجم التخبط واليأس الذي أصاب نظام العسكر، بعد تأجيل القمة العربية بالجزائر وعدم تحديد تاريخ معين لعقدها، الأمر الذي جعل نظام المرتزقة يستنجد متملقا للظفر بدعم مصري لعقد القمة في بحر هذه السنة، بعدما تسربت معلومات تفيد بأن القمة أصبحت في مهب الريح.
ويبدو أن نظام قصر المرادية كان يراهن على عقد القمة العربية في الجزائر، من أجل استغلالها كورقة ابتزاز وتقديم هدية على طبق لإيران من خلال دعوة سوريا للقمة، مع محاولة تقديم الجزائر كحاملة للواء الدفاع عن القضية الفلسطينية، دون أن ننسى لجوءها المحتمل إلى الخبث والمكيدة لمحاولة تمرير موقف بخصوص قضية الصحراء المغربية.
إن هذا النظام العسكري القلق يمكنه المراهنة على أي شيء فقط من أجل أن يقنع نفسه أنه قام بإنجاز معين؛ الأمر الذي يوضح بجلاء العزلة الإقليمية والدولية لنظام الجنرالات الذي صار، عمليا، بدون حلفاء.
لم يتبقى لدى نظام العسكر، إذا، أي خيار سوى تملق الدول العربية المؤثرة لعقد القمة بالجزائر، وهذا ما تؤكده هرولة الرئيس تبون ووزير خارجتيه لعمامرة إلى مصر، أملا في الحصول على دعم القاهرة، التي ليست على قلب رجل واحد مع الجزائر.
وبالتزامن مع هذه الهرولة، أعلن سفير مصر بالرباط عن دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة المغربية وعدم اعتراف القاهرة مطلقا بالكيان الكرتوني؛ في ضربة قاصمة لأوهام الجزائر بالمراهنة على القمة العربية، لإقحام قضية الصحراء ضمن أشغالها، فتبون سيعود خال الوفاض من القاهرة، لأنه مهما حاول نظام الثكنات ترميم وبهرجة صورة الجزائر خارجيا، فالمجتمع الإقليمي والدولي يدرك جيدا أن الجزائر عبارة عن ثكنة عسكرية بعقلية حربية، وليست دولة طبيعية يمكن التعامل والتعاطي معها.