تمغربيت:
أيها الجزائريون لا تنسوا أن مؤسس الدولة الأولى في المغرب مولاي ادريس (دولة الادارسة)…مر من الخليج الى مصر ثم من مصر الى المغرب عبورا بتونس وتلمسان.
من يقول ”المخزن” في الجزائر يتناسى أن مفهوم ”المخزن” تاريخي في المغرب وله علاقة بثقافة التحصين والتخزين (تخزين العدة والأكل والمال)…وجذوره تعود إلى ما قبل الإسلام في عهد أنبياء سبقوا محمدا عليه الصلاة والسلام…وهو مفهوم تقليدي.
فهل يريد النظام الجزائري أن يقول ان الجزائر دولة حديثة ولا جذور تقليدية لها؟…من ينكر وجود الجزائر أكثر من النظام في الجزائر بإنكاره الدولة التقليدية وسبها في حالة المغرب؟
وكيف لأمة موجودة ودولة موجودة ونظامها يقول أنه ضد الدولة التقليدية وأن الجزائر ليست دولة تقليدية؟ هل كان هناك دستور في الجزائر قبل سنة 1962؟ هل كان هناك شيء اسمه الجزائر خارج تسمية مدينة الجزائر قبل الوجود الفرنسي؟
إذا ”المخزن” هو الدولة التقليدية…من ينكره في بلاده ينكر وجود الامة والدولة قبل وجود الاستعمار ومحاولاته فرض مسخ للأصالة…وتنصيب اطار تابع له بمبرر العصرنة.
إن إنكار النظام الجزائري لوجود ”مخزن” في الجزائر هو انكار لوجود دولة تقليدية في الجزائر. وبالتالي غياب أمة ودولة وتبعيتهما الى الأمة العثمانية ثم الأمة الفرنسية.
بين ”المخزن” المفهوم التاريخي والسياسي والسوسيولوجي السياسي والذي كتب عنه مؤرخون عديدون في وضعية المغرب…وبين ”المخزن” المفهوم الايديولوجي الذي يأتي في مقالات الإعلام في الجزائر هناك فرق. فالأول نابع من علوم والثاني نابع من ادعاءات لا تستند الى مدارس الفكر الاجتماعي والسياسي. الثاني انطلق من مصطلحات المستعمرين الفرنسيين بواسطة أقلامهم بغاية تحسين صورة الحماية الفرنسية…ومحاولة تحويلها الى استعمار مباشر على منوال الايالة الفرنسية في الجزائر آنذاك.
وعندما يقول إعلام النظام في الجزائر عن المغرب ”المخزن” فإنه يكرر مصطلحا بمعناه الاستعماري فقط. فأيُّ زمن هذا أصبح فيه من ساندته ضد الاستعمار في الجوار يردد مفردات بمعاني ومحتوى استعماري؟
على من يكتبون مقالات اعلام النظام في الجزائر أن يبحثوا عن مفاهيم التاريخ والعلوم الاجتماعية عموما حول مفهوم ”المخزن”. فليست هناك دولة عريقة بغياب ”المخزن”. من ليس في بلاده ”مخزن” مدة طويلة فدولته، بالضرورة، حديثة.
والمغرب امة ودولة ضاربة جذورها في التاريخ.
من الطبيعي وعلميا ان يكون فيها ”المخزن”.