تمغربيت:
مصطفى البختي*
الابتزاز الجزائري باقي…ويتمدد
تحول الابتزاز الجزائري لإسبانيا بورقة الغاز المحروقة إلى “هل سيتم تحويله للمغرب”؟. وذلك بعد أن تم الإتفاق بين إسبانيا والمغرب، في عز الأزمة بين البلدين، على إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوربي maghreb-europe بشكل عكسي. زذلك بهدف إمداد محطتي توليد الكهرباء في تهدارت (قرب طنجة) وعين بني مطهر (شرق المملكة) بحاجياتهما من الغاز الطبيعي.
في هذا السياق، استجابت إسبانيا لطلب المغرب باستخدام بنيتها التحتية لتفريغ مشتريات المغرب من الغاز المسال من الأسواق الدولية. ثم إعادته إلى حالته الغازية ودفعه عبر خط الأنابيب باتجاه المملكة.
وفي هذا الإطار أخبرت إسبانيا نظام قصر المرادية “النائم” بقرارها القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، والشروع في هذه العملية.
الجزائر تتوعد وتهدد…
بعد هذا الإخبار الإسباني، خرج نظام بن عكنون يلطم حظه مؤكدا على هلوسته العدائية للمغرب التي جعلته يعيش اضطرابا نفسيا مزمنا. حيث هدد وتوعد بأن “أية كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى اسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود. ستعتبر اخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الاسبان”.
إن هذا التصرف “الغير محسوب والغير متزن” جعله يهلهل هل الغاز الجزائري ستصدره إسبانيا للمغرب؟. وربما عليه أن يصدر حراس عبر أنبوب الغاز ميدغاز للتأكد من مراقبة مسار الغاز الجزائري مع الغاز الذي يشتريه المغرب من السوق الدولية. إنها هرطقات نظام الثكنات الجزائري المختل عقليا. وونعتقد لهذا السبب وصف وزير الخارجية الإسباني الجدل معه ب “العقيم”.
لقد وقعنا في الفخ
لقد فشلت الضغوط الجزائرية على مدريد في ثنيها عن التعاون مع المغرب في توريد الغاز الطبيعي. وذلك بعد أن أصبحت ورقة الغاز الجزائري ورقة محروقة ولم تعد ذات فعالية لابتزاز إسبانيا في تسويق عدائها للمغرب. خاصة بعد تورطها في قضية بن بطوش Ben battouch gate. والتي استفادت من خلالها إسبانيا بامتياز تفضيلي من الغاز الجزائري طبقاً لتعاقدات دولية ملزمة؛ حدت من أي مناورة قد تمس الأمن الطاقي الإسباني.
هذه النتيجة المنطقية أكدها زين الأسامي (بتعبير سي الحسن شلال) حين قال بأن بلاده لن تتخلى أبدا عن إمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف. وهنا أكد “فخامته” بالقول “أطمئن إسبانيا والشعب الإسباني أن الجزائر لن تتخلى أبدا عن إمداد إسبانيا بالغاز”.
انتهى زمن الابتزاز:
هذه الملاحظات العابرة تبين أن ورقة الضغط الجزائري أصبحت بدون فعالية تذكر. وأن الجزائر عاجزة عن أي تصعيد محتمل. في ظل أن اقتصادها الريعي مبني على الغاز مقابل احتياجاتها الغذائية؛ أو ما يعرف بعبارة “من خلال الغاز تقتات الجزائر”.
هذا الإكراه الوجودي، حرّر إسبانيا من الابتزاز الجزائري الذي كان مرتبطا بامدادات غازها مقابل دعم البوليساريو؛ ولو كان موقفا غامضا. ونتيجة لهذا التحرر؛ نجحت الدبلوماسية المغربية من انتزاع اعتراف إسباني شكّل تحولا تاريخيا في قضية الصحراء المغربية. وهو ما جعل نظام الثكنات الجزائرية يعيش ارتباكا وهلوسة. وهي حالة الجنون التي بدأت منذ الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على صحرائه….دقة تابعة دقة
لقد لاحظ المتابع العادي، بله المتخصص في العلاقات المغربية-الجزائرية، بأن نظام بن عكنون بعيش الهلهلة؛ هل سيتراجع بايدن؟ هل ستتراجع إسبانيا؟ هل هل هل؟. فكان القرار الأمريكي قرار رئاسي بأثر قانوني. وأكدت إسبانيا بأن قرارها قرار سيادي. فكانت الصدمة في المرادية لم تجد لها مبررا فحاولت تضليل الرأي العام الجزائري وذراعها ميليشيات البوليساريو بكون لإسبانيا مسؤولية إدارية بالصحراء المغربية…قمة العبث
من خلال ما تقدم، يتضح أن ورقة الغاز الجزائري لم تعد تشكل أي ابتزاز أو ورقة ضغط لإسبانيا التي ضمنت إمداداته بعقود ملزمة. إلى جانب تنويع مصادر تزويد أمنها الطاقي خصوصا من الغاز الأمريكي.