تمغربيت:
محمد زاوي
نقلت وسائل إعلامية، عن صحيفة “يونيون أوروبيان ريبورتر” الأوروبية، قولها بأن “المغرب يعتبر منصة نموذجية للشراكة بين أوروبا وأفريقيا بأكملها، للخبرة التي يتمتع بها في مجالات محورية يرجى التعاون حولها بين الاتحادين”.
كما أكدت ذات الصحيفة، في مقال نشرته، أن “المغرب كان من بين أوائل الدول الإفريقية التي أنهت اختزالية “المانح والمتلقي” و”الطالب والأستاذ” بين الاتحادين، إذ أنه وخلال 50 سنة الماضية شكلت نموذجا إفريقيا للحوار والتعاون مع أوروبا”.
نستخرج مما جاء في مقال الصحيفة الأوروبية، ومن سياق نشره، عدة دلالات:
– في أوروبا قوى ترى مصالحها في العلاقة بالدولة المغربية، وتعرف جيدا أن الاقتراب من الحدود المغربية يحول دون تحقق تلك المصالح.
– أو لعل الذكاء المغربي قد نجح في مخاطبة أطراف أوروبية واسعة، سياسية وإعلامية، تدافع عن مصالحه داخل الاتحاد الأوروبي، وفي أوروبا عموما.
– سياق نشر المقال: فقد نشِر المقال في سياق الاستعداد لعقد قمة الاتحادين الإفريقي والأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسيل، بعد يومين من الآن. وهو ما يعني أن وجهة نظر “الند للند” بين إفريقيا وأوروبا -الجنوب والشمال، المغرب والاتحاد الأوروبي- ستكون حاضرة لا محالة.
– “المغرب نموذج للشراكة بين أوروبا وإفريقيا”. ولكن، أي نموذج هو النموذج المقصود بذلك؟ لا شك أن ميزان القوى الدولي لم يعد في صالح الاستغلال الغربي -الأوروبي خاصة-لإفريقيا، خامات وعاملِين وبنيات تحتية؛ أو على الأقل، فلنقل أنه لم يعد كما كان في السابق.
– في إفريقيا فاعلون كثُر، من أمريكيين وأتراك وفرنسيين وإيرانيين وصينيين وروسيين. وليس المغرب بالرقم السهل في إفريقيا، بل إن تواجده بها لا يقل أهمية عن كل المتواجدين أعلاه. وهو صاحب شرعية للتواجد بها، اقتصاديا وثقافيا، وسياسيا أيضا، بميزان الماضي والحاضر.
– لا بد من توجيه الوجهة نحو إفريقيا، بالاستثمارين الاقتصادي والثقافي، أكثر مما هما عليه اليوم. وهناك مجهودات مهمة على أرض الميدان، ولكنها ما زالت في حاجة إلى التكثيف والتركيز. لا بد، أيضا، من توجيه البحث العلمي نحو إفريقيا، لمعرفة عناصرها الإنسانية والطبيعية جميعا. فإذا كان الأوروبيون يضعونها صوب أعينهم، فما بالك ب”أبناء الدار”!.