';';

السياسية ب”لغة الوطن”.. اللغة التي يجهلها كثيرون..

رئيس التحرير7 مارس 20222آخر تحديث :
السياسية ب”لغة الوطن”.. اللغة التي يجهلها كثيرون..

تمغربيت:

محمد الزاوي*

متى ستمارسون السياسة ب”لغة الوطن”؟!
متى ستعرفون المعنى الحقيقي لعبارة تعبت من ألسنتكم، نقصد عبارة “حب الوطن هو النضال من أجل حقوق المواطنين”؟!
ونحن نسائلكم:
أ للوطن حق في حماية جغرافيته وحدوده كما للمواطنين حق في “اللقمة”؟
أ له (الوطن) حق في تحصين ذاكرته وتاريخه كما لهم (المواطنين) حق في “قول السفاسف”؟
أ له حق في الدفاع عن ثوابته كما لهم حق في “الرقص على أنغام الديمقراطية وحقوق الأحادية القطبية”؟
أ له حق في الوعي بدولته كما لهم الحق في “معارضتها بجهل”؟

نسائلكم، “مناضلي العولمة”، بمنتهى الإشفاق:
كيف تجيزون لأنفسكم الدعوة إلى الحق الثاني، وتنسون الأول؟
أليس من واجبكم أن تدافعوا عن وطنكم، عن وحدته الترابية، عن ثوابته واختياراته الاستراتيجية الكبرى؟
لماذا تهملون الحق الأول، أو لعلكم تقرعون بابه على استحياء، فيما تعلنون “القيامة” كلما مُسّت شعرة “فرد يهدد دولة الأفراد”

أنتج الفكر الألماني تصورين للدولة:
– الدولة باعتبارها سموا مطلقا، نهاية التاريخ، التجريد الذي لا تجريد بعده، العقل النهائي الأرقى. (فلسفة الحقوق عند هيجل)
– الدولة باعتبارها مجموع الأفراد، وجودها من وجودهم، نتاج عرقهم وعملهم، كلٌّ لأجزاءٍ/ فكرة مستمدة من “فكر الأنوار الفرنسي”. (نقد فلسفة الحقوق عند هيجل)

لا يُهمل التصور الأول التصور الثاني، وإنما هو واقع “تفكك الدولة” أنتج “الخوف على الدولة”، فكادت هذه أن تتحول إلى مطلق مقدس.
ولا يهمل التصور الثاني التصور الأول، وإنما هو “المجتمع المدني” بلغ درجة من النضج جعلته قادرا على “خلق نموذج جديد من الدولة” دون تفكيك الدولة ك “جهاز وإيديولوجية” ساميين (راجع “مفهوم الدولة” لعبد الله العروي).

* “الباكونينيون” (مِن المفكر باكونين) وحدهم ينظرون إلى الدولة كبعبع، كإله جبار لا يترك مجالا لأفراد كي يعيشوا ويعبروا عن ذواتهم.
وكذلك هي الدولة، في الحقيقة، لأنها ضرورة؛ ولكن ليس بالنسبة للجميع، بل بالنسبة لمن يعيش خارج الوعي بها، أي قبله، فحسب. وإلا فإن الوعي بالدولة ينهي كل “مخاوف الضبط”، ويجعل الضبط جزءا من حرية الفرد.

بصيغة أخرى نقول: الوعي بالدولة، هو وحده، ما يجعل المواطنَ وطنيا، يؤطر “حقه كإنسان في العيش” ب”حق الوطن في الاستقلال”. يعلم أن الذات خارج الموضوع سراب، الفرد خارج الدولة “ذرة تائهة”، المواطن خارج الوطن لا هوية له بل “لا وجود له”.

*باحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.