';';

الجزائر: إلى الحائط مباشرة

رئيس التحرير13 أبريل 20221آخر تحديث :
الجزائر: إلى الحائط مباشرة

تمغربيت:

الحسن شلال*

الجزاير كانت دائما متفوقة وبكثيييير على دول الخليج فيما يخص احتياطات الغاز انتاجا وتصديرا. كما أن غازها أفضل جودة بكثير من غاز الخليج وبالتالي أغلى ثمنا. إلا ان الفرق بين دزاير ودول الخليج فرق السموات والأرض وعلى جميع المستويات .

ذلك  ان الجزاير لم تستثمر في أي شيء خارج المحروقات كما أنها بقيت تبيعه خاما فقط !! فلم تطور يوما طيلة 59 سنة صناعات محيطة بالمحروقات. الجزائر لم تطور اقتصادها ولم تشتغل على اقتصاد متنوع، مكتفية بالمحروقات فقط. مما أدى بها بعد انهيار سوق النفط والغاز إلى انهيار اقتصادي وتجاري ومالي غير مسبوق

 بالمقابل، دول الخليج استثمرت عائدات النفط والغاز من العملة الصعبة مع اهتمامها واعتمادها على العامل البشري وتأهيله والاستثمار فيه الى خلق اقتصاد متنوع وقوي. فدخلت مجال المعمار والتجارة العالمية والطيران والرياضة وأسواق الذهب والبورصات والأبناك والمال. وها هي تدخل مجال السياحة، حتى أن أعلى مدخول فردي في العالم حاليا موجود في دول الخليج.

أما الجزائر فمنذ 1962 لم يكن يوما مال الجزائر واقتصاد الجزائر موجها لتنمية الجزاير. لم يكن يوما للجزائريين. فلم تكن يوما هناك سياسة لترشيد المال العام ولا استراتيجية واضحة لتنمية البلاد والعباد. بفضل تلك الأموال الطائلة جدا والتي تفوق اموال دول الخليج.

إن الصراعات الداخلية وصراعات الأجنحة في الجيش الحاكم وكذا الصراعات الخارجية منذ 62. جعلت الجزائر اليوم تقارن بدول عادية وفقيرة في إفريقيا مثل افريقيا الوسطى أو البنين الخ.

الجزائر عرفت الصراعات الدموية الداخلية منذ الاستقلال سواء بالانقلابات على الرؤساء مثل فرحات عباس وبن بلة. أو اقالتهم مثل بن جديد او تصفيتهم مثل بوضياف. أو الانقلاب على الديمقراطية وخلق إرهاب الدولة ضد رغبة وتصويت الشعب في إحدى أكبر مجازر العصر (العشرية السوداء).

كما دخلت الجزائر في صراعات خارجية ضد المغرب إلى بومنا. وعلى حدود ليبيا، فضلا على تدخلها عسكريا في قفصة التونسية. وتسليح البوليساريو كجبهة إرهابية ضد المغرب ووحدته الترابية لقرابة نصف قرن…

فكانت النتائج كارثية على جميع المستويات…

– هجرة سرية غير مشروعة لآلاف الشباب الجزائري عبر عملية الحريك لأوروبا. هربا من بلاد النفط والغاز…وموت المئات منهم غرقا في البحر.

– طوابير متنوعة ومتعددة على طول اليوم والليلة طوال السنة على مدار سنييين. على أبسط المواد الغذائية…وحتى على الدراهم. بينما أجهزة الدولة غير مبالية تماما بهكذا اوضاع شاذة. طوابير ترى بغوغل مابس لطولها. طوابير لا تراها في دول حرب. لا في أفغانستان ولا اليمن ولا اوكرانيا ولا ولا ولا.

– فيكتفي زين السمية بالشكوى والتباكي على منوال (خطابه أمام ولاة الدولة بتاريخ شتنبر 2021. مرددا امامهم بكل غباء: الجزائر لا تتوفر على اقتصاد خارج المحروقات. وكأنه اكتشف اكتشافا جديدا، ليرد عليه الولاة، أشباه المسؤولين، بالتصفيق!! وكأن الأمر يستدعي التصفيق!

– تخرج تقارير دولية كاشفة ومعرية للوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي المزري في الجزائر (التقرير السنوي للبنك العالمي: الجزائر على حافة الإفلاس. الجزائر على فوهة زلزال الفقر. فيكون رد الجزاير بشتم البنك الدولي وسرد نظرية المؤامرة كالعادة وأن المغرب يتحكم في هذه المؤسسة الدولية). ثم (تقرير صندوق النقد الدولي: 42 مليار دولار ديون مؤسسات عمومية جزايرية. فيتم شتم هذه المؤسسة العالمية واتهام تقريرها بكل النعوت السيئة).

– بل تساهم ايضا مجلات عالمية مختصة في المجال الاقتصادي والمالي كمجلة FRED الاقتصادية المشهورة: يناير 2022 بتقديم تقارير ومقارنات تظهر المأزق الذي أصبحت تعيشه الجزائر في أسفل الترتيب افريقيا، فنقرأ: احتياطات العملة الصعبة:

– المغرب يتفوق على الجزائر النفطية الغازية

– المغرب: 40 مليار دولار

– الجزائر: 32 مليار دولار

هي نماذج قليلة من هنا وهناك فقط ختمنا بها موضوعنا. ليعرف المتابع كيف انحرف هرم الدولة وأجهزة الدولة باقتصاد ومالية البلاد ومصير العباد إلى أسفل سافلين. رغم ما حباها الله من ثروات قل توفرها في بلدان اخرى من العالم.

*متخصص في التاريخ والمذاهب العقدية والفقهية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.