تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي*
أصبح في حكم المعلوم لهاث الجزائر وراء التقارب مع إسرائيل والتنسيق معها في المستويات الاستراتيجية، مع استماتتها في إقناع تل أبيب بتعاون ثنائي “غير معلن” حتى لا تسقط العنتريات والشعارات التي ترفعها الجزائر وبذلك تحظى بشرفة الرفض والممانعة وتفوز بحلاوة وامتيازات التطبيع مع “الكيان”.
لكن يبدو أن إسرائيل لا تريد “تطبيعا على استحياء” وإنما الوضوح والموقف المعلن والصريح كمقدمة، ربما، لإعادة النظر في علاقاتها مع نظام الثكنات الجزائري. ولعل إذاعة القناة الإسرائيلية i24 لبرنامج تحقيقي حول علاقة البوليساريو بالإرهاب والتهريب والاغتصاب لهو أقوى رد على محاولات نظام شنقريحة التمسح بأعتاب نيفتالي بينت وهو التعبير الإعلامي الذي سيعيد، حتما، العلاقات بين البلدين إلى المربع الأول.
لقد سبق لموقع “تمغربيت” أن تناول تاريخ العلاقات الجزائرية الإسرائيلية، وفضح الاتصالات بين مسؤولي الجانبين وهو ما جعل الإعلام العسكري شرق الجدار يغير لهجة خطابه ويتحاشى الحديث عن التطبيع، ليختار عبارة “الاستقواء بإسرائيل” بدل العبارة الكلاسيكية “التطبيع مع إسرائيل”.
في هذه المقالة نقف عند التطبيع الجزائري الإسرائيلي في مجال الغاز الطبيعي، حيث كشف الشركة السويسرية VITOL أنه سبق لها أن توسطت بين شركة صوناطراك الجزائرية وشركة توزيع الغاز “إيلات أشكيلون” في إسرائيل، وتم إرفاق الخبر بإحدى ناقلات الغاز المسال التي انطلقت من ميناء أرزيو الجزائري في اتجاه أحد الموانئ الإسرائيلية.
إن النظام العسكري الجزائري يرى في التطبيع مع إسرائيل الحل الوحيد لضرب أسس الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبالتالي رفع اليد عن المغرب وعن قضية الصحراء المغربية ولما لا تراجع واشنطن عن الاعتراف بمغربية الصحراء، وهكذا سولت له نفسه الأمارة بالسوء.
إن الخيال المريض لنظام الغدر والإرهاب قادر على تقديم جميع التنازلات في مقابل إخضاع المملكة المغربية وهو ما يجعل منه كيانا قابلاً للابتزاز من طرف من له مصلحة في الغاز والنفط الجزائري، على اعتبار أن نظام شنقريحة مستعد لبيع خيرات الجزائر بل والجزائريين أنفسهم مقابل تحقيق وهم الزعامة وهو ما يجعلنا نُشفق على شعب جار يحكمه أسوء نظام عسكري على مر التاريخ.