تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
تحت عنوان “برلمانية مغربية تنتقد “الردة السياسية والحقوقية” التي تعيشها المملكة”، اعتقدت وكالة الأنباء العسكرية الرسمية APS، وهي تتناول الشأن الداخلي المغربي، بأنها تفضح السياسات المغربية في مجال حقوق الإنسان وبأنها تكشف الغطاء عن تجاوزات ومخالفات لم يأتي بها الزمان في قطر من الأقطار ولا في كتب الأحبار والأخبار.
أمام هذه التعاليق والتغاليط لابد أن نقف وقفة لنحمد الله تعالى على “غباء خصومنا” لأن ذلك من النعم التي قلما تتوفر في عدو حباه الله نعم الغاز والنفط وحرمه من نعمة العقل والفطنة ليكون شقاؤه في عذابه في ماله وعقابه في جهله.
ألا يعلم نظام الثكنات أن السيدة التي نقل عليها ما قال أنها “ردة حقوقية” هي برلمانية تنتمي إلى المؤسسة التشريعية؟
ألا يعلم إعلام العار والبوار أن النائبة عادت إلى بيتها معززة مكرمة بعد هذا التصريح وأمثاله كثير كثير؟
ألا يعلم نظام الغدر بأن هذه السيدة المنتخبة شعبيا وديمقراطيا تتوجه بحر كل الأسبوع إلى قبة البرلمان لتمارس حقها الدستوري في المعارضة والنقد والمجادلة في إطار القوانين المعمول بها؟
ليس هذا فقط، بل إن مثل هاته التصريحات جعلها المغرب جزءا من التعبير السياسي الذي يمارس من داخل المؤسسات السياسية المعارضة، وضَمِن لها الدستور مكانة متميزة جعلتها جزءا من البناء المؤسساتي للبرلمان المغربي بغرفتيه.
ثم…
إذا نظرنا شرق الجدار، حيث الظلمة الحاكلة والقبضة الهالكة والطغمة المالكة، فإن مثل هاته التصريحات تورد صاحبها موارد التهلكة وسخط أهل الشوكة وغضبة “ثكنة لا تحلق فوقها الملائكة”. ولقد سمعنا، ووثقت وسائل الإعلام، أحكاما بالإعدام في حق أصوات لم تجهر إلا بمطالب بسيطة لا ترقى حتى أن تصطف وتحسب على الأصوات المعارضة، بل وإن قانون العقوبات الجزائري يصنف في خانة الإرهاب مجرد المظاهرات التي “تعرقل السير”!!!
فأنت أيها المواطن الجزائري إذ فكرت في ممارسة حقك في الاحتجاج السلمي فما عليك إلا أن تتسلق جدران المنازل أو مرتفعات الجبال حتى تمارس حقك الدستوري دون أن تعرقل السير الذي يجعلك تصنف في خانة “الإرهابيين” الذي يهددون “الأمن القومي لثكنات بن عكنون”.
في المغرب لسنا “المدينة الفاضلة” لأفلاطون، ولسنا جنة الله فوق أرضه، ولكننا أبعد ما نكون عن دولة دكتاتورية تخنق أنفاس مواطنيها، ولا يمكن مقارنة المغرب بنظام طارئ على الوجود ولا هو من أهل الجود وتربى على الحقد والجحود حتى أصبح نموذجا حيا لصاحب الأخدود الذي حفر حفرة لشعبه وتركهم في ظلمات ليسوا بخارجين منها إلا أن يغيروا نظاما مجرما استباح دماء شعبه قبل أن يبيع خيراته لا لمن يدفع أكثر بل لمن يضمن لحفنة الجنرالات البقاء فوق كراسي الحكم…أكثر.
مقال راءع اسلوبا ومضمونا